مرزوكة،
نهاية أسبوع مليئة بالمغامرة والإثارة في الصحراء

هل ترغب في اكتشاف مساحات شاسعة والإحساس بالإثارة أمام مناظر بانورامية مذهلة؟ مرحبا بك إذن في منطقة مرزوكة، لاكتشاف الصحراء! فانطلاقا من عرق الشبي حتى حقول النخيل حاسي البيض، مرورا بصحراء مفيس الصخرية، وضاية السريج وقرية خملية، تنتظرك مشاهد مدهشة للغاية. إنها مناظر تمتعّ العين والروح، وخصوصا مشاهد انعكاس الأضواء الاستثنائية للون البرتقالي على الكثبان الرملية الممتدة على مدّ البصر. ستمنحك طاقة غير متوقعة! تختلف المناظر الطبيعة وتتعدد التجارب خلال كل مرحلة من مراحل هذه الرحلة، سواء بعد قضاء ليلة داخل الخيمة أو أثناء الاستمتاع بحمام رملي أو أثناء ركوب الجمال أو دراجات الدفع الرباعي. اكتشاف مرزوكة ونواحيها سيوفر لك لحظات فريدة من نوعها.

اليوم الأول

انغمس منذ اليوم الأول من رحلتك في الأجواء السينمائية للمنطقة! عند وصولك إلى مرزوكة، سينقلك اكتشاف عرق الشبي الساحر إلى أجواء الفيلم الشهير “لورنس العرب” الذي تم إنتاجه عام 1962 من قبل بيتر أوتول وعمر الشريف. وحتى لا يفوتك شيء خلال هذه المغامرة، انطلق في رحلتك على متن سيارة رباعية الدفع لزيارة القرية وواحة مرزوكة. بعد تجاوز مناظر طبيعية متغيرة ومتنوعة، ستجد نفسك أمام منظر بانورامي لا ينسى أبدا: الكثبان الرملية لعرق الشبي. اعتمادا على وقت وصولك، فإن لون هذه الكثبان يتغير بين الأصفر والأحمر شيئا فشيئا على مدار اليوم. بمجرد وصولك إلى مرزوكة، ستدخل على الفور في عالم آخر. سوف يرحب بك الصحراويون، الرجال الذين يرتدون الوشاح الأزرق النيلي بأذرع مفتوحة. وصاحبو الجِمال وجَمالهم أيضا!

يمكنك التوجه بعد ذلك ناحية ضاية السريج التي تضم أنواع كثيرة من الطيورو تمنح المكان سحرا خاصة بألوانها المختلفة، خصوصا إذا صادفت تواجد طيور النحام وردية اللون. استمتع بهذا المنظر المذهل وأنت تتنزه وتنتقل راكبا على ظهر جمل، أو على متن دراجة دفع رباعية أو مشيا على الأقدام.

يمكنك الصعود إلى عرق الشبي الذي يصل ارتفاعه إلى 150 متر للاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة! لتناول الطعام، ما عليك سوى التوقف في أحد محطّات الاستراحة-القصبة العديدة الممتدة على طول العرق. تقدم كل محطّات الاستراحة هذه جميع الأطباق المغربية وكذلك الأكلات الخاصة بالمنطقة. لتختم هذا اليوم الأول من زيارتك، توجه ناحية الشمال في اتجاه بستان النخيل حاسي البيض. تمكن هذه الواحة الخصبة السكان من الحفاظ على ثقافة أجدادهم، وهي اكتشاف في حد ذاتها. يمكنك الاستفادة من زيارتك هذه للتجول بين حدائق الخضروات التي تزرعها كل أسرة من أًسر المنطقة، مستغلة المياه القادمة من الكثبان الرملية التي يتم توجيهها بواسطة “الخطارات”، وهي تقنية سقي وريّ قديمة.

بعد انتهاء هذا اليوم الأول من الرحلة، يمكنك الاستمتاع بليلة تحت النجوم! ستمضي أمسية تقليدية بامتياز داخل خيمة للاستمتاع بسماء الصحراء المليئة بالنجوم. تمت إقامة أكواخ وسط كثبان عرق الشبي الرملية، سواء في وسط الصحراء أو في واحات منطقة الحمادات. بالنسبة لمن لا يحبذ فكرة قضاء الليلة تحت النجوم، فهناك خيمة تقليدية الصنع تم تشييدها من شرائط صوف الإبل المغزول، مدعومة بأعمدة خشبية. يتم تناول وجبة العشاء حول النار، ويقدم فيها طبق الطاجين أو لحم الخروف أو الجمل مشوي. غالبا ما تتميز السهرة بترديد أهازيج أمازيغية وإيقاعات مغربية جميلة.

لا تفوت: عند حلول الفجر، اتجه إلى قمة الكثبان الرملية للاستمتاع بشروق الشمس الرائع.



اليوم الثاني

نقترح عليك خلال هذا اليوم الثاني لرحلتك في مرزوكة الانغماس في الثقافة المحلية من خلال نزهة في المدينة. الطريق الرئيسي هو موطن للمراكز التجارية، والمطاعم، والمقاهي وكذا المحلات الصغيرة حيث يمكن العثور على هدايا تذكارية. على بعد أمتار قليلة فقط، ترتفع الصحراء بشكل مهيب وتناديك: الوجهة الجنوب الغربي لعرق الشبي! في هذا اليوم الثاني، ستمر ببحيرة مرزوكة وقرية أم الحاج من خلال عبور واد زيز. تبدأ مغامرة اكتشاف الكثبان الرملية عادة في الصباح الباكر إ‏ما بواسطة دراجة رباعية الدفع أو على ظهر الجمال. يتميز هذا المكان والمناطق المجاورة له والبحيرة نفسُها بجمال استثنائي ونادر. على الطريق، يمكنك التوقّف من أجل التنزه في الصحراء الفسيحة، وهي أفضل طريقة لاستكشاف مطبخ الرّحل، خصوصا “تغرومت”: خبز محشو يتم طهيه تحت الرمال الساخنة. الوجهة لاحقا ستكون أشجار النخيل بتافيلالت، وهي إحدى أهم وأكبر حقول النخيل بالمغرب التي تتميز بمزارعها الرائعة من نخيل التمر وسهل الأكاسيا الشاسع الذي يعبره وادي زيز ووادي غريس. بين الوادي والصحراء والجبال العالية تنتظرك نزهات جميلة جدا…

حان الوقت للانطلاق مرة أخرى لإنهاء عبور العرق. هنا، كل شيء يبقى خالدا في الذاكرة وكل منظر يكون أجمل من سابقه. تترك الأسماك الرملية آثارها فوق الرمال على شكل علامة X صغيرة وبجوارها بصمات أكبر منها بكثير لأرجل الجمال. ويظهر بعد ذلك على سهل صخري بعيدا عن المنحدرات منظر رائع: أنت في منطقة طوز، أقصى قرية في شرق المملكة المغربية. تتميز منازلها الصغيرة والمتراصّة واحدة بجانب الأخرى بهندستها المعمارية الخاصة، كما تحتمي من الحرارة المفرطة بفضل قبّتها التي تكون على شكل سقف للبيت. على بعد 3 كيلومترات فقط من منطقة طوز، يمكنك الاستمتاع بالنقوش الصخرية التي اكتشفت عام 1954، وهي لكتابات، وحيوانات ومركبات نحتت فوق الصخور، ويُقدر أن تاريخها يعود إلى ما بين 1500 و2000 سنة قبل الميلاد.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

من المستحيل زيارة مرزوكة دون التخطيط للتوقف في قرية خملية التي تشهد على آثار الأنشطة التجارية بين المناطق الصحراوية. تلقب هذه القرية العريقة تاريخيا بـ”القرية السوداء” أو “القرية الأفريقية”، ويعيش بها “البامباريون”، وهم مجموعة سكانية يعرفون أيضًا باسم كناوة. ستكتشف في هذا المكان الساحري، الرقصة الخاصة والموسيقى التقليدية التي يتميزون بها. لأجل الانغماس بشكل تام، توقف عند فرقة “بطاريق الصحراء” التي ستشارك الموسيقى الخاصة بها مصحوبة بقرع الكمبري والقراقب، مع ميزة إضافية تتمثل في بضع خطوات من الرقص.

إذا كان لديك يوم إضافي..

استمر في المغامرة واذهب لاكتشاف بلدة الريصاني الصغيرة، مهد السلالة العلوية، التي تقع على بعد 30 كيلومترا من مرزوكة. توجد الريصاني في قلب واحة مزدهرة بمنطقة غنية بالثروات الرائعة والتي كانت في القدم نقطة التقاء طرق قوافل الملح، وشهدت ازدهارا كبيرا من القرن الثامن إلى غاية القرن الثامن عشر. على بعد كيلومترين من جنوب الريصاني، اتجه لرؤية ضريح مولاي علي الشريف الذي يعتبر تحفة فنية إسلامية شارك في صناعة جمالها المميز عدد من حرفيّي مدينتيْ فاس ومكناس. على بعد خطوات قليلة فقط، يمكنك زيارة القصر الأكبر، أطلال سجلماسة وقصر الفداء الذي تم تحويله إلى متحف عام 2005، وكذلك قصر مولاي إسماعيل الذي بُنيَ في القرن السابع عشر وتم الحفاظ عليه بشكل جيد. تشهد المدينة حيوية كبيرة أيام الثلاثاء، والخميس والأحد، خلال السوق الكبير، أحد أجمل الأسواق في المغرب. تجول للحظات على طول الأزقة تحت ظلال القصب واذهب لاكتشاف كنوز حقيقية صغيرة يزخر بها المكان.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022