48 ساعة في تيزنيت،
استراحة عطلة نهاية أسبوع بجوار المحيط

إذا كنت لم تحسم بعد اختيار وجهتك بين البحر والجبل، بين الراحة والأنشطة في الطبيعة والهواء الطلق، يمكنك أن تقوم بهما معا خلال عطلة نهاية الأسبوع! تيزنيت ستلبي جميع رغباتك، لأنها واحة حقيقية في قلب الصحراء، تربط منطقة سوس مع الأقاليم الجنوبية المغربية، جبال الأطلس الصغير وساحل المحيط الأطلسي. في مدينتها القديمة، ستحظى بفرصة اكتشاف الهندسة المعمارية الساحرة والتنزه بين أزقة المدينة العتيقة، مع القيام بزيارة للورشات التي يشتغل فيها الصناع والحرفيون على الفضة لإعداد الحلي والمجوهرات واستخراجها بشكل لا مثيل له.

قرب تيزنيت من المحيط (بفضل شاطئي أكلو وميرلفت، اللذين يشتهران بأمواجهما ومياههما الغنية بالأسماك) وكذا المناظر الطبيعية الصحراوية وجبال الأطلس الصغير، جعل هذه المدينة تصبح وجهة للاستمتاع بتجارب متنوعة تجمع بين الصحراء، الجبال، الطبيعة الخضراء والمحيط. تيزنيت إذن هي مكان للهدوء والراحة.

اليوم الأول

منذ إعادة تأهيله سنة 2015، أصبحت الفضاءات الداخلية للمدينة القديمة لتيزنيت المصنفة كمعلمة تاريخية(، فرصة للسكان وكذلك الزوار للتعرف على أماكن عريقة في التاريخ. ويعتبر التجول بها بمثابة قفزة عبر الزمن تكتشف فيه تاريخها الذي يعود لسنوات طويلة. أما سور تيزنيت الكبير، فهو يمتد كخط من الأسوار بطول يصل إلى مسافة 5 كيلومترات وارتفاع قدره 8 أمتار. يحيط بهذا السور 56 برجا وتخترقه خمسة أبواب تاريخية. وتعتبر هذه الأبواب الزرقاء من التقليد العلوي الذي سيذكرك بتلك التي توجد في مدينة الصويرة. يمكنك التنزه داخل مدينة تيزنيت في أزقتها ومختلف أحيائها والتي أطلقت عليها أسماء تذكر بالعائلات الكبيرة المؤسسة للمدينة، مثل (إد أوجفة، آيت محمد، إد زكري، إد دلحا)، في حين تبدو بعض البيوت التقليدية في المدينة شبيهة بالرياضات(riads) التي توجد في مراكش. تعتبر ساحة المشور من الأماكن الأكثر رمزية في تيزنيت وهي ساحة تجارية على شكل مضلع، تحيط بجنباتها محلات تجارية وورشات عمل ذات واجهات بستائر مخططة كما تتوزع بها مقاهي صغيرة ومطاعم تقليدية.

شاهد المزيد

بعد جولتك، يمكنك أن تتوجه إلى بوابات قصر الخليفة الذي كان يقطن به ممثل السلطان، ثم استمتع بمشاهدة المسجد الكبير ومئذنته الأصلية التي ترفعها أعمدة خشبية بشكل رائع. ولما يحين وقت الغداء، ستتيح لك معظم المطاعم المتواجدة حول الساحة الرئيسية إمكانية تناول ألذ الوجبات المحلية لمدينة تيزنيت. بعد شرب كأس من الشاي بالنعناع، قم بنزهة حول الحديقة العمومية في ساحة الكوفة. يعتبر هذا الفضاء مثاليا للاستمتاع بالهدوء، وهو مكان مخصص للمشي ولركوب الدراجات الهوائية. واحدة من الوجهات التي لا ينبغي التفريط في زيارتها مهما كان الحال. أخيرا، لا تنس زيارة قصبة أغناج ومتحفها ومسرحها الذي أقيم في الهواء الطلق.

مع حلول فترة ما بعد الزوال، توجه إلى سوق المجوهرات وتجول بين فضاءاته ثم قم بزيارة لورشات العمل المتواجدة هنا، حيث يشتغل الحرفيون فيها على الفضة. ستتاح لك الفرصة لرؤيتهم يعملون على الأساور الفضية والقلائد المزينة بالأحجار شبه الكريمة والأقراط. يشتهر الصناع التقليديون بمهاراتهم الفريدة، حيث يقومون بصنع المجوهرات التقليدية والمعاصرة أيضا. هناك، ستجد الأواني الفضية مثل السيوف المزخرفة وغيرها.

مع حلول فترة المساء، يمكنك القيام بنزهة قصيرة في عين أقديم، “العين الزرقاء” والتي تفرض نفسها في المنطقة. ستكتشف المياه المنسابة في شلالات جميلة على شكل نصف دوائر صنعتها الجدران الحجرية. يكون المشهد جميلا بشكل خاص في الليل. في طريقك للعودة، يمكنك القيام أيضا بجولة حول أسوار تيزنيت للاستمتاع بجمال هذه القلاع. وعندما تحين لحظات غروب الشمس، استمتع بالمشهد الذي يبدو من أعلى أسوار المدينة القديمة حيث يكون المنظر مذهلا جدا!

لا تفوت: تنظم المدينة في كل موسم صيف مهرجان تيميزار للفضة. ويتم تخصيص هذا الحدث للمجوهرات الفضية احتفالا وتكريما للصناع والحرفيين التقليديين “المعلمين” الذين تفتخر المدينة بهم وبما يقومون به. عادة ما يكون برنامج المهرجان متنوعا، حيث تتوزع فقراته بين أمسيات مليئة بالمرح يقوم بتنشيطها فنانون كبار مغاربة وأجانب، بالإضافة إلى الفولكلور المحلي، وعروض للأزياء…كما ينظم المهرجان عددا من الندوات حول مواضيع تتعلق بالمجوهرات والأواني الفضية.

اليوم الثاني

بعد كل هذا الانغماس وسط تراث مدينة تيزنيت، ضع في برنامجك يوما كاملا خاصا بالمحيط والشواطئ الرملية البيضاء التي توجد ناحية الجنوب. فعلى بعد حوالي 20 دقيقة من وسط المدينة، سوف تكتشف قرية أكلو، وهي قرية تتميز بالصيد وتسمى أيضا “شاطئ تيزنيت”. يعتبر المشي والسباحة على شواطئ أكلو أمر لا بد منه خلال الإقامة في تيزنيت. هناك ستجد مناظر طبيعية فريدة من نوعها: ستكتشف البحر على مد البصر، الجبال المحيطة به وكذلك الكثبان الرملية الرائعة. ولا تنس أن تضع في برنامجك أيضا القيام بنزهة للاستمتاع بهدوء الشواطئ.

شاهد المزيد

تقدم عدد من الوكالات في عين المكان عروضا لركوب الخيل والدراجات رباعية العجلات (الكواد) والجمال أيضا. أما أمواج شاطئ أكلو فتمنح للمبتدئين في تعلم السباحة وكذلك للمتزلجين المتمرسين متعة الاستمتاع بهوايتهم المفضلة. وأخيرا، قم بزيارة قرية الصيادين الواقعة عند سفح المنحدرات. هناك، ستكتشف قرية المغارات والكهوف وعددا من السلالم والمصاطب المنحوتة مباشرة في الجرف الصخري. يجذب سوق السمك خلال فصل الشتاء سكان المنطقة كما الزوار الذين يأتون إليه من جميع أنحاء العالم.

إذا كنت تحب الصيد وركوب الأمواج والرياضات المائية، فما عليك سوى التوجه إلى ميرلفت الواقعة على مسافة 30 كيلومترا ناحية الجنوب، وهي قرية صغيرة محاطة بالمنحدرات والخلجان والشواطئ. توجد في ميرلفت والمناطق المجاورة لها سبعة شواطئ، حيث يمكن الوصول إلى بعضها بسهولة أكثر من الأخرى فيما يقدم كل واحد منها تجربة مميزة. تعد ميرلفت وجهة مثالية للقفز والهبوط بالمظلات، خاصة في فترة فصل الخريف. إذا كنت ترغب في خوض هذه التجربة، فهي متاحة فيوجه جميع الأعمار وتتم تحت إشراف متخصصين معتمدين. خذ لك موعدا، واذهب إلى أحد الوكالات التي توجد وسط ميرلفت لمعرفة الجدول الزمني.

لا تفوت:
احرص على زيارة شاطئ الشيخ سيدي محمد بن عبد الله في ميرلفت، الذي يعتبر واحدا من أجمل شواطئ الساحل الجنوبي بفضل رماله البيضاء وخلجانه العديدة والصخرة الكبيرة التي توجد في وسطه.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

تيزنيت هي أيضا فضاء طبيعي محمي. حيث يعد المنتزه الوطني لسوس ماسة، الذي يقع على بعد 40 كيلومترا ناحية الشمال، فضاءً لحماية الساحل ومصب النهر لا ينبغي تفويت زيارته. يمتد هذا الموقع المحمي على مساحة 33800 هكتارا ويتميز بتنوع الحيوانات والنباتات التي توجد به. ويعتبر هذا المنتزه الذي يقطع واد سوس وماسة مرحلة هجرة مهمة للعديد من أنواع الطيور. يمكن للزائر مشاهدة عدد منها، مثل طيور النحام ومالك الحزين الرمادي، وكذلك بعض الطيور النادرة جدا، مثل طائر أبو ملعقة الأوراسي أو أبو ملعقة الأبيض. أما في الجانب البحري من المنتجع، فيوجد شاطئ المرابط سيدي الرباط الذي يدل اسمه على تواجد زاوية محصنة (“رباط”). يمكنك الحصول على دليل رسمي في عين المكان للقيام بجولة في المحمية ومعرفة المزيد حول الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات التي توجد بها.

إذا كان لديك يوماً إضافيا…

تقع قرية أمتودي على واحة ايد عيسى، وهي قرية صغيرة تحيط بها منحدرات عالية وجبال عالية يعيش فيها حوالي 300 عائلة، لكن وجود الإنسان بالمنطقة يعود إلى أكثر من 2000 عامكما توضح ذلك الدراسات والنقوش الصخرية التي توجد في موقع بوتاريخت. أثناء زيارة هذا المكان، ستكتشف نقوشًا نموذجية ورسومات لعدد من الحيوانات. تتميز القرية أيضا بوجود “أكادير” القديم (أو “إكودار” بصيغة الجمع)، وهو عبارة عن مخازن جماعية محصنة يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر. وفي أعلى قمة هذه القرية الصخرية يوجد أكادير ايد عيسى الذي يعد أقدم حصن في المغرب ويعتبر معلمة هندسية ورمزا للقلاع الدفاعية.

شاهد المزيد

على خلاف القصور بالجنوب المغربي، فقد بني أكادير بالحجارة والقرميد والطين. يضم أكادير ايد عيسى والذي واصل أداء دور الحماية إلى غاية سنة 1956، 73 غرفة تستخدم لتخزين الأطعمة والحبوب. من أعلى المبنى يمكنك الاستمتاع بمنظر رؤية العديد من أشجار النخيل وأشجار التين، اللوز، المشمش، الزيتون والليمون، بالإضافة لحقول الذرة والشعير والحدائق النباتية التي تظهر مدى جمالية وغناء منطقة أمتودي.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022