طرفاية،
شواطئ واكتشافات طبيعية خلال نهاية أسبوع

هل تحب الشواطئ المعزولة وترغب في اكتشاف مناطق صحراوية غير منتظرة؟ طرفاية هي الوجهة المثالية لمحبي الطبيعة المحمية، الرياضات المائية وصيد الأسماك. تقع طرفاية وسط بيئة بحرية وصحراوية في آن واحد، كما تتميز بتنوع مناظرها الطبيعية وشواطئها ذات رمال جميلة ناعمة تمتد على مسافة كيلومترات. كما تتميز أيضا بتاريخها العريق.

أثناء زيارتك لمتحف كاسا ديل مار (دار البحر)، المركز التجاري القديم الذي تم بناؤه عام 1882، أو المتحف المخصص لأنطوان دو سانت إكزوبيري، ستحظى بفرصة للتعرف عن قرب على ماضي المنطقة الرائع. بالابتعاد قليلا من تاريخ المدينة، ستستمتع على طول ساحل طرفاية بمناظر طبيعية مذهلة تتوزع بين الكثبان الرملية ومياه البحر الزرقاء، كما ستستمتع أيضا بمساحات صحراوية شاسعة وفضاءات طبيعة متميزة لن ترى مثلها خارج هذا المكان. بمجرد زيارة طرفاية، يبقى الجمال الأطلسي منقوشا في الذاكرة وراسخا فيها على الدوام.

اليوم الأول

ابدأ يومك بالغوص في تاريخ متحف البريد الجوي الأسطوري! كانت طرفاية (التي تُعرف سابقًا باسم “كاب جوبي”(رأس جوبي) واحدة من بين المحطات العشر للخطوط الجوية التي كانت تربط حينها بين فرنسا والسنغال. سترى خلال زيارتك للمتحف بالقرب من هذه المعملة طائرة صغيرة خضراء اللون تم إعدادها كنصب تذكاري تكريما واحتفاء بالكاتب الفرنسي الشهير، أنطوان دي سانت إكزوبيري. ويحيل الشكل على طائرة يطلق عليها اسم “بريجت 14” وهي طائرة فرنسية ذات سطحين استُخدمت خلال الحرب العالمية الأولى كطائرة استطلاع. ادخل بعد ذلك إلى المتحف لزيارة أروقته التاريخية الرائعة المزركشة بنصوص، صور، طائرات ورسومات تخطيطية تعود لتلك الحقبة، قبل أن تتوجه إلى شاطئ طرفاية الرائع الذي لا يمكن تفويته. يمكنك المشي هناك لكيلومترات أو ممارسة الرياضة في الرمال الناعمة والمحمية رفقة العائلة، أو الاستمتاع بالسباحة في البحر. إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنك استئجار مظلات من البائعين المتجولين في المنطقة.

شاهد المزيد

بمجرد وصولك الشاطئ، لا تفوت فرصة زيارة كاسا ديل مار الحصن المهجور الذي يعود بناؤه إلى سنة 1882، حيث أقامت شركة West African Company التي أنشأته كمركز تجاري بالمنطقة أعمدته في عمق مياه البحر. منظر هذا الموقع الذي تمت إعادة صيانته وترميمه مؤخرا يحبس الأنفاس حقاً. يمكنك أيضا من خلال المشي على الشاطئ اكتشاف المنظر المذهل لـعبّارة السلامة التي جنحت عن الساحل عام 2008. يزخر ساحل طرفاية بتواجد الرمال فيه بشكل كبير، مما يؤدي إلى غرق القوارب التي تغامر بالاقتراب من الساحل، وهذا ما يفسر لقب “مقبرة القوارب” الذي يطلق على طرفاية.

توجه بعد هذه النزهة الشاطئية إلى قصبة طرفاية أو قلعة طرفاية. شأنها شأن كل الحصون، يتكون شكل هذه القصبة من بوابة كبيرة، جدران صلبة وسميكة وأبراج للحراسة كان الهدف منها هو حماية المنازل والسكان الإسبان في بداية القرن العشرين، يقطنها حاليا بعض الجنود. لذلك لا يسمح بالتقاط الصور فيها. لتناول وجبة الغذاء، عد إلى المدينة حيث تقدم عدد من المطاعم أكلات أسماك طرية، ثم قم بعد تناول وجبتك بزيارة لمتاجر الحرف الصغيرة التي تعرض للبيع إبداعات فضية، مجوهرات ومنتوجات محلية متنوعة.

لا تفوت
تسلط طرفاية الضوء على ثقافتها وتوليها اهتماما كبيرا من خلال تنظيم حدثين لا ينبغي تفويتهما: مهرجان أمير الصحراء الصغير (الذي نظمت نسخته الأولى في نونبر 2012) ومهرجان طرفاية الدولي. يتم خلالهما تنظيم ورشات عمل، موائد مستديرة ومجموعات موسيقية شعبية… يكون برنامجهما غنيا ومتنوعا، كما يشهدان حماسا كبيرا.

اليوم الثاني

بالنسبة لعشاق الطيور والمحميات الطبيعية: سيستمتعون كثيرا بهذا اليوم الثاني! توجه أولا ناحية الشمال لاكتشاف مكان هادئ تميزه السكينة بين الصحراء والمحيط الأطلسي: منتزه خنيفيس الوطني وبحيرته التي تشبه الجنة النعيلة. تقع هذه البحيرة بين طرفاية وطانطان، وتصنف أكبر بحيرة على الساحل الأطلسي للمغرب. سيمكنك هذا المكان الفريد من مشاهدة طيور النحام ومئات الأنواع الأخرى، إذ تعتبر البحيرة نقطة مراقبة للطيور ومحطة توقف للطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء. امنح لنفسك فرصة الاستمتاع فيها بجولة على متن قارب بصحبة أحد المرشدين الذي سيرافقك في رحلة بين السواحل الخضراء وصحراء ذات رمال ناعمة.

وأنت على الطريق في اتجاه جنوب طرفاية، ستستمع برؤية مناظر طبيعية على شكل الهضاب الصخرية الحمادة (الرق، رصيف صحراوي) المكونة من الجبال والكثبان الرملية. منطقة خاوي النعام هي المرحلة الموالية في رحلتك. حيث تعتبر واحدة من أكثر المواقع الطبيعية الأصيلة في الصحراء: يمكنك أن تشق طريقك عبر ضفاف السبخات (أحواض صغيرة من مياه مالحة تشكل أنواعا من البحار الداخلية)، ستصل إلى وادي رائع تتدفق منه المياه المالحة الغنية بالمعادن. تشكل سلاسل المسطحات المائية المنبعثة من المضايق والبارخان (وهي كثبان رملية شكلها يشبه الهلال) والحصون القديمة مناظر خلابة تضفي على المكان هيبة وأجواء فريدة من نوعه. وأنت تواصل السير في الجنوب الشرقي لطرفاية، ستصل إلى منطقة الهاجونية الصغيرة التي تتميز بقلعتها المحصنة وآبارها التي تأتي إليها أعداد كبيرة من الجمال لترتوي وتنتعش من جديد.

بالاستمرار دائما على الطريق الجنوبي لطرفاية حتى الوصول إلى العيون، ستستمتع بمنظر السهل الساحلي الذي تغطيه كثبان رملية هلالية الشكل (البارخان) والتي تتحرك في تناغم مع الرياح. يمكنك أن ترى قطعانا من الإبل والماعز في هذه الصحراء الشاسعة التي تمتد بين المحيط والطريق الوطنية. يربط شاطئ كبيرا جدا مدينة طرفاية بالعيون من خلال هذه المحمية الطبيعية والتي من الممكن السير على شاطئها بالسيارة لعشرات الكيلومترات عندما ينخفض مد البحر: تجربة ينبغي أن تعاش من دون شك!

توقف عند قرية أمغريو التي توجد على بعد 40 كيلومترا جنوب طرفاية. وهي قرية للصيد أطلق عليها الإسبان اسم “بلايا نيجريتا” (الشاطئ الأسود). يضفي منظر الهضاب والكثبان الرملية التي تتشكل من الحجر الجيري على شاطئ أمغريو جمالا استثنائيا وهدوءا تاما. يمكنك الاسترخاء على الشاطئ أو خوض تجربة ركوب الأمواج الشراعية. يشتهر هذا المكان أيضًا بصيد الأخطبوط والأعشاب البحرية التي تُستخدم كمنسمات غذائية على مستوى العالم. يمكنك السباحة هنا بهدوء، في جو جميل حيث تحيط بك مناظر غير عادية للسفن التي تقطعت بها السبل.

لا تفوت:
تتيح الصحراء الشاسعة التي تمتد من طرفاية إلى العيون للزائر فرصة المبيت بالخيام، تجربة لا تُنسى بين الكثبان الرملية والمحيط. لا تتردد في قضاء ليلة في قلب هذا الفضاء الواسع رفقة أحد المحترفين المعتمدين الذين سينظمون معسكرك كي تتمكن من الإحساس بمتعة الانعزال عن العالم!

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

انتباه، فالأمر يتعلق بمكان غير عاد! تعتبر سبخة الطاح التي تقع في جنوب طرفاية تجربة لابد أن تعيشها خلال عطلة نهاية الأسبوع في طرفاية. هذا الحوض الرملي الذي يبلغ طوله 30 كيلومترا وعرضه حوالي 10 كيلومترات هو أدنى نقطة في البلاد، بحيث أن عمقه يزيد عن خمسين متراً تحت مستوى سطح البحر. بمنحدراته الطباشيرية التي تتشكل من طبقات من الأصداف على مر ملايين السنين، فإن منظر هذا الموقع يعتبر بكل بساطة مذهلا. كإشارة تاريخية، انطلقت المسيرة الخضراء من قرية الطاح وقد عرفت مشاركة 350 ألف مغربي!

إذا كان لديك يوما إضافيا…

يتواجد حوض أم دبا في منطقة تقع قبل الوصول إلى مدينة العيون بـ40 كيلومترا، وهو موقع طبيعي آخر يستحق الزيارة. يعتبر استكشاف هذا الحوض سيرا على الأقدام بصحبة مرافق معتمد نزهة ممتعة للغاية للصغار كما للكبار: إذا كنت تتميز بدقة الملاحظة، فقد تكتشف على الأرض زهرة رملية أو أحفورة يعود تاريخها إلى العصور القديمة. يوجد في وسط الحوض تشكيل جبلي صغير يسمى “جبل جارا”. من خلال صعوده (300 متر) ستتمكن من الاستمتاع بمنظر بانورامي!

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022