خنيفرة,
نهاية أسبوع لاستعادة الطاقة بين البحيرات، الجبال والغابات

هل تريد أن تعيش تجارب في قلب الطبيعة بينما أنت تكتشف منطقة غنية بثقافة وتقاليد عريقة؟ مرحبا بك في خنيفرة “المدينة الحمراء” التي اكتسبت هذا اللقب إشارة لجبالها التي تصطبغ بهذا اللون بفضل تربتها الطينية الحمراء. تقع خنيفرة على ارتفاع يصل 830 مترًا فوق مستوى سطح البحر، على ضفاف نهر أم الربيع، بين أشجار، بحيرات وشلالات عريقة في التاريخ يعود عمرها إلى آلاف السنين. تعتبر المنطقة ومنتزهها الوطني الوجهة المثالية لإعادة ربط الاتصال بالطبيعة! هنا، يمكنك القيام بأنشطة مميزة، من المشي لمسافات طويلة، صيد الأسماك والقنص، أو مجرد التفكير لساعات في الجواهر الطبيعية التي تزخر بها المنطقة.

تعتبر خنيفرة أيضا مدينة ذات تاريخ عريق، ترجع أصوله إلى آثار هامة صنفت ضمن قائمة التراث الوطني المغربي، مثل قصبة موحا التي بناها السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين في القرن الثاني عشر. كما تشتهر منطقتها بالصناعات الحرفية اليدوية وعدد من الأسواق، لا سيما سوق الزرابي الزيّانية. سوف تجد كذلك بالمنطقة مجوهرات فضية وأدوات مصنوعة من خشب الأرز وخشب العفص (الثويا). تمثل كل هذه المؤهلات جزءا من ثروات هذه المنطقة التي تنتظرك لاكتشافها خلال عطلة نهاية الأسبوع.

اليوم الأول

تتميز المدينة القديمة لخنيفرة بأزقتها الصغيرة التي تشبه المتاهة، وهي وجهة تتميز بكرم الضيافة إذ ترحب بالجميع. فعلى طول شارع وهران الذي يمتد لمسافة 500 متر، تعرض العديد من المتاجر والمحلات منتجات ومواد حرفية يدوية محلية. ستكتشف، خلال تجولك في هذا المكان، الزربية “الزيّانية” الشهيرة وكذلك الأغطية الأمازيغية المصنوعة من الصوف التي تسمى “حنبل”، وهي أثواب يتم ارتداؤها أيضا كملابس، إضافة إلى الأشياء والمواد الخاصة بالتزيين المصنوعة من خشب الأرز.

بعد الانتهاء من جولتك هذه وسط السوق، غادر المدينة القديمة على الضفة اليسرى للنهر واتجه نحو موقع قصبة موحا، التي سميت باسم زعيم القبيلة الأمازيغية زيّان. يعود تاريخ هذه القلعة إلى القرن الثاني عشر، وتتميز بسورها العالي، أبراجها المربعة، أسوارها ونوافذها المنزلقة، تعتبر قلعة محصنة بالفعل. قام السلطان العلوي مولاي إسماعيل بترميم القصبة في سنة 1688. تم تصنيفها ضمن قائمة التراث الوطني، وترتبط بالمدينة بواسطة قنطرة واحدة مقوسة: القنطرة البرتغالية. وِفقا لما تحكيه أسطورة، فقد بنيت هذه القنطرة بواسطة أبيض البيض! لمواصلة اكتشاف التراث التاريخي للمنطقة، توجه إلى قرية أديخصال الصغيرة التي تبتعد بحوالي 12 كيلومترا عن خنيفرة وتشتهر بقصبتها المعروفة. كانت هذه الأخيرة قاعدة عسكرية في عهد السلطان مولاي إسماعيل في القرن السابع عشر، كما تم إدراجها أيضا ضمن قائمة التراث الوطني.

انطلق لاكتشاف بحيرة تكلمامين المصنفة ضمن قائمة التراث الوطني، والتي تقع على بعد 35 كيلومترا من خنيفرة في قلب فضاءات تغطيها أشجار أرز منطقة أجدير زيان بالأطلس المتوسط، على ارتفاع يصل 1630 مترا فوق سطح البحر. يطلق على هذه البحيرة الطبيعية أيضا اسم “نظارات الأطلس”، وتتكون من بركتين تحيط بهما من كافة جوانبها منحدرات تغطيها أشجار البلوط والأرز. تتميز طبيعة هذا المكان بالعزلة وتوفر ظروفا مثالية للتنزه على طول البحيرة لاستنشاق الهواء النقي.

لا تفوت:
تقع قرية واومانة على مرتفعات الأطلس المتوسط، بمنطقة تتواجد على بعد 40 كيلومترا جنوب غرب مدينة خنيفرة، في الطريق المؤدية إلى زاوية الشيخ. تشتهر بزيت الزيتون ذي الجودة العالية والمتميز بانخفاض نسبة الحموضة فيه. اغتنم فرصة تواجدك بالمنطقة لزيارة إحدى الضيعات الفلاحية التي تقوم بزراعة الزيتون وتذوق هذا المنتوج الذي يعد مفخرة لهذه المنطقة. على بعد حوالي عشرة كيلومترات فقط من هذا المكان، يمكنك الذهاب إلى سد أحمد الحنصالي الكبير الذي يصل ارتفاعه 101 متر. يقع السد بالقرب من زاوية الشيخ، وقد تم تصميمه أساسا لإمداد المنطقة بمياه الري وتوفير الطاقة الهيدروليكية التي يتم استخراجها من مياه نهر أم الربيع.

اليوم الثاني

تعتبر قرية أروكو، التي تقع على بعد مسافة 13 كيلومترا شرق خنيفرة في الطريق التي تؤدي إلى منابع أم الربيع، أفضل مكان لتبدأ منه جولة اليوم الثاني من رحلتك هذه. ستجد في هذا المكان، بين النهر والمساحات الخضراء، أن الطبيعة هي سيدة المكان وستستمتع بجمال الغابة التي تحيط بك. يعتبر المشي شيئ لا بد منه بهذه المنطقة وهو الوسيلة الأنسب لاكتشافها والتزود بالأكسجين في الوقت ذاته! يتواجد نزْل سياحي في قلب وادي أروكو يوجد به حوض للسباحة، سيمكنك خلال فصل الصيف من الاستجمام والاستفادة من الطبيعة الوفيرة التي تنتظرك في هذا المكان.

هل تبحث عن النضارة والمتعة؟ واصل اكتشاف بحيرات المنطقة في ناحية شمال شرق خنيفرة في الطريق إلى منابع وادي أم الربيع الواقع على بعد كيلومترات قليلة من بحيرة ويوان. يعتبر نهر أم الربيع ثاني أكبر نهر بالمغرب، بطول يصل 550 كيلومترا. من هذا الموقع تحديدا، ينبع هذا النهر الكبير قبل أن يقطع مئات الكيلومترات ليصب في بحر المحيط الأطلسي في نقطة غير بعيدة عن مدينة أزمور. موقع رائع للغاية! فعلى ارتفاع يبلغ 1240 مترا فوق سطح البحر، تنبع المياه من أزيد من 40 عينا من الجبال مشكلة هذا النهر الكبير. تؤدي قوة التيارات إلى تشكّل العديد من الشلالات التي تصب مياهها في أحواض مائية هائلة. يمكنك الاستمتاع هنا بالمناظر الطبيعية الخلابة، وأنت تتجول سيرا على الأقدام في قلب المساحات الخضراء الرائعة. قام سكان هذه المنطقة بإقامة العديد من الخيام بجانب النهر للراحة والاستمتاع بالطواجن أو كؤوس الشاي التي يمكن تناولها وأنت تمتع نفسك بالمنظر الجميل لهذا المكان.

شاهد المزيد

تقع ضاية ويوان على بعد حوالي 15 كيلومترا من منابع أم الربيع، وبدورها تتيح لك الفرصة للاستمتاع بنزهة مميزة في منطقة تحيط بك فيها أشجار البلوط، الأرز والصنوبر العطري. إذا كنت تحب صيد الأسماك، فقد حللت بالمكان المناسب للاستمتاع بذلك: ستجد في هذه البحيرة تشكيلة متنوعة من الأسماك، مثل السلمون المرقط والسلمون البني.

بعد عودتك إلى خنيفرة، إذا كنت ترغب في تناول وجبة عشاء أو مجرد الاسترخاء بجلسة شاي مع نهاية هذا اليوم، فستجد العديد من المطاعم بالمدينة القديمة للاستمتاع بذلك. كما أن هناك مجمع يشهد أجواء نشيطة مع نهاية كل أسبوع، حيث تقدَّمُ فيه عروض أمازيغية تقليدية.

لا تفوت:
يزخر منتزه خنيفرة الوطني بتنوع طبيعي يتميز بجماله الرائع. فتلال هذا المكان ووديانه تزهِر خلال فصل الربيع، فيما تنمو بالمنطقة أعداد هائلة جدا من أشجار العرعر، الأرز، الكروم وأشجار الزيتون بالإضافة إلى عدد من أصناف القرود. لا تتردد، خلال رحلتك إلى هذا المكان، في الذهاب لمقابلة قرد الماغوت، الذي يشتهر باسم “المكاك البربري”. كما يمكنك أيضا، من خلال رفع عينيك إلى السماء، رؤية النسر الذهبي أو نسر بونيلي الذي يتواجد بهذه المنطقة.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

على المستوى الثقافي، تعتبر خنيفرة موطنا لعدد كبير من الفنانين الشعبيين. تم تدشين مركز أبو القاسم الزياني الثقافي سنة 2014، ويقدم العديد من الأنشطة الثقافية على مدار العام. يحتوي على مكتبة، فضاء متعدد الوسائط وقاعة للموسيقى تحمل اسم “محمد رويشة”، تكريما لهذا الفنان الأمازيغي الذي ساهم بشكل كبير في الترويج للصنف الموسيقي المحلي بفضل تمكنه وإتقانه لآلة العود (آلة وترية).

إذا كان لديك يوما إضافيا…

إذا كنت ترغب في التسوق لشراء بعض الحاجيات واقتناء هدايا تذكارية من المنطقة، فتوجه إلى منطقة مريرت، وهي بلدة صغيرة تقع على بعد 30 كيلومترا شمال مدينة خنيفرة. تقع هذه المدينة على ارتفاع 1110 مترا فوق سطح البحر، رأت النور في العصور الوسطى وتشتهر برواسبها المعدنية من الفضة والرصاص وكذلك الذهب. كما تشتهر مريرت أيضا بسوق أسبوعي يقام كل يوم خميس في مكان يقع عند سفح تل بولوحوش في شمال غرب المدينة. يجذب هذا السوق عشاق الزربية “المرابطية” التي تنسجها النساء الأمازيغيات، كما تعرض فيه أنواع كثيرة من السجادات. علاوة على ذلك، فقد تم افتتاح مركز للحرف التقليدية سنة 2008 بهدف استقبال واستضافة حرفيي الزربية المرابطية والزيانية.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022