الوليدية,
استجمام وإعجاب بعطلة نهاية أسبوع

هل ترغب في قضاء لحظات استجمام قبالة المحيط؟ هل تحب المحار والقشريات وترغب في استكشاف أحواض المحار؟ تم تشييد الوليدية عند فم بحيرة يبلغ طولها اثنا عشر كيلومترا، حيث تبرز وسطها القصبة القديمة مسيطرة على مدينة صغيرة ذات سحر خاص يفتن كل زائر. فمنذ الزيارة الأولى لها، ستنتابك رغبة في العودة إلى الوليدية مجددا! وليست سمعة المدينة وشهرتها بالصيد وليدة اليوم، فبالإضافة إلى فترات الإقامة التي قضاها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس في المدينة في قصره الصيفي، فإن المدينة تدين بشهرتها أيضا إلى بحيرتها المهيبة بفضل مياهها الهادئة والصافية، خلجانها، شواطئها التي تهب عليها الرياح، من دون أن ننسى مزرعتها الشهيرة الخاصة بالمحار. يتعلق الأمر إذن بمناظر طبيعية تحبس الأنفاس وأطباق بحرية رائعة بكل المقاييس: هذا ما تخبئه لك الوليدية لتستمتع به خلال قضاء عطلة نهاية الأسبوع.

اليوم الأول

ستستمع على طول الطريق الممتدة على ساحل المحيط الأطلسي باتجاه الوليدية بمناظر طبيعية جميلة. بمجرد وصولك إليها، يمكنك الذهاب مشيا على الأقدام في البحيرة لمسافة كيلومترات. إذا كنت ترغب في ذلك، فإن السباحة في مياهها الفيروزية ستكون منعشة وممتعة. يمكنك القيام بجولة حول البحيرة على متن أحد القوارب الصغيرة التي تتوفر على مظلات على طراز “فابوريتو الإيطالي” والتي ستأخذك في رحلة لن تنساها أبدا، كما يمكنك استئجار قارب للكاياك يتوفر على مقعدين من أجل القيام بنزهة على حسب إيقاعك المفضل فوق مياه هذه البحيرة.

شاهد المزيد

سيكون لك موعد هناك مع أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة وطيور النحام وردية اللون! إذا اخترت الذهاب في رحلة بواسطة القارب، فاطلب من قائده التوقف قليلا عند أحواض المحار السبع التي تشتهر بها الوليدية ومتع نفسك بهذا الكنز المحلي الفريد. أما عندما يحين وقت الغداء، فالشاطئ يشهد مزادا تعرض فيه هذه المنتوجات! اسمح لنفسك في هذا اليوم الأول من رحلتك، وأنت تجلس تحت ظل مظلة على الشاطئ، بتجريب وتذوق ما يقدمه هؤلاء الصيادون من أسماك ومأكولات بحرية كانوا قد اصطادوها وقاموا بإعدادها مشوية.

تنتظرك نزهة متميزة ستستمتع بها في الجهة الأخرى من البحيرة، عبر السير على الأقدام فوق الكثبان الرملية المتواجدة هناك والتي تفصل بين البحيرة والمحيط. ستستمتع خلال هذه النزهة بمنظر رائع وجذاب للغاية! يمكنك في هذا الاتجاه على جهة اليمين مشاهدة القصر السابق للملك الراحل جلالة الملك محمد الخامس.

إذا قررت المشي عبر الخط الساحلي جهة الجنوب، يمكنك زيارة أحد مغارات الوليدية الستة في محيطها عبر المرور بـشاطئ سيدي كرام الضيف. يطلق على واحدة منها اسم “البرتغالية” وهي من أجمل هذه الكهوف. تقع الكهوف بالمكان الذي نزل فيه المستكشف القرطاجي الشهير “حانون” أثناء رحلته، حيث اختار الاستقرار في واحدة تعرف حاليا باسم “غار حمو الغازي”.

لا تفوت الفرصة في طريق عودتك أثناء غروب الشمس للاستمتاع بمشاهدة المستنقعات المالحة ذات مناظر طبيعية استثنائية بألوانها الوردية المغرية. يمكنك السير خلال المساء على بعد 300 متر من الشواطئ، لمسافة قصيرة في المدينة القديمة للوليدية. كما يمكنك الاستمتاع في قلب حي مولاي عبد السلام بروعة الهندسة المعمارية المغربية لعدد من الرياضات التي تمت إعادة تهيئتها وتحويلها إلى منازل للإيواء. يمكنك الذهاب بعد ذلك في نزهة على طول الأزقة الضيقة المنحدرة للوصول إلى أحد مطاعم المدينة المزينة جدرانها بصور للبحيرة وقصبة السلطان، وفيها ستستمتع بحساء رائع يتم إعداده من السمك.

اليوم الثاني

بعد يوم حافل بالاكتشافات، يمكنك الاستمتاع بهواء البحر من خلال القيام بنزهة قصيرة. بالانطلاق من دوار أولاد هلال، سوف تتخطى البحيرة عبر منطقة سيدي داود. يمكنك التوجه من هناك إلى شاطئ البحيرة كي تحظى بحصة لتجريب رياضة ركوب الأمواج. ومع هبوب الرياح من ناحية الغرب، فإن المكان غالبا ما يشهد موجات صغيرة تعتبر الفرصة المثالية بالنسبة للأشخاص المبتدئين، فيما ستتولى أحد المدارس الأسطورية الخاصة بركوب الأمواج الاعتناء والتكفل بك خلال هذه الرحلة.

إذا كنت ترغب في اكتشاف الجانب الخفي من الوليدية، فعلى بعد 20 كيلومترا ناحية الجنوب يتواجد كاب بدوزة، منطقة فريدة من نوعها تشهد انتعاشة أثناء هبوب الرياح القادمة من الغرب والتي تسمح لركاب الأمواج بالاستمتاع بأمواجها العاتية! ستندهش من دون أدنى شك بالجمال الطبيعي للأماكن والجوانب الأصيلة لهذا الموقع السري الصغير. لأجل تناول وجبة الغذاء لا داعي للتنقل، ففي أسفل منحدر ضخم يتواجد نزل بيئي ذا سحر أصيل يدعوك ويرحب بك لتعيش تجربة فريدة من نوعها. هنا يمكنك تذوق المأكولات البحرية والاسترخاء بضع ساعات في هذا المنتجع الصحي.

لا تفوت:
يعد جمع الطحالب البحرية من بين الأنشطة البحرية المميزة في هذه المنطقة. فساحل البحر يضم حقولا عديدة من الطحالب الحمراء التي يعد المغرب أحد المصدرين الرئيسيين لها في العالم. تجدر الإشارة هنا إلى أن حملة جمعها منظمة وتخضع لقوانين، إذ لا يمكن القيام بجمعها سوى خلال أشهر الصيف.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

من المستحيل ألا يثير التراث التاريخي لقصبة السلطان الوليد بن زيدان إعجابك. تقع القصبة على بعد 19 كيلومترا في الطريق المؤدية إلى داخل بلاد دكالة المعروفة باسم “المدينة الغربية”، والتي كانت إلى حدود بداية القرن السادس عشر عاصمة لقبائل مصمودة قبل أن يتم احتلالها من طرف البرتغاليين. تحيط بالمدينة الغربية أسوارًا تضم أبراجا تتموقع بشكل متساو فيما بينها. وتتواجد بالمكان ثلاث بوابات هي باب مراكش، باب آسفي وباب الوليدية. تعد القصبة من الآثار البارزة جدا الشاهدة على مرور الفينيقيين، الرومان والبرتغاليين من منطقة الوليدية. على الرغم من وجود هذه البقايا، إلا أن القصبة تحتاج حاليا إلى إعادة التأهيل والترميم.

إذا كان لديك يوما إضافيا

للاستمتاع أكثر بمزيد من المناظر، اتجه في الطريق الساحلي التي تؤدي إلى الجديدة: ستجد هناك منظرا طبيعيًا غنيا! ستنتقل من الأراضي الخاصة بزراعة البقوليات إلى المستنقعات التي يتم فيها إنتاج الملح، وستتوالى اللقاءات المذهلة بشواطئ ذات رمال ذهبية، من بينها شواطئ المغسل، محمد تايك ومريزيكا.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022