48 ساعة في الداخلة،
نهاية أسبوع للاستمتاع بين البحر والصحراء

هل تبحث عن وجهة طبيعية للاستمتاع واستعادة لياقتك وسط مناظر جميلة؟ الوجهة التي يفضلها عشاق المغامرة والاسترخاء هي الداخلة، المعروفة بكونها “جنة التزلج” أو “بحيرة الألف انعكاس”… لذلك، فإن هذه البحيرة بمياهها الفيروزية التي تحركها الرياح، قد أصبحت خلال السنوات الأخيرة جنة لعشاق رياضة الألواح وركوب الأمواج من جميع أنحاء العالم.

بعيدا عن الأفكار المسبقة حولها، فشبه الجزيرة ليست خاصة بالرياضيين ذوي المهارات العالية فقط، إنما هي تحظى بتقدير لدى الصغار والكبار، لإمكانية ممارسة عدد من الأنشطة بها ولما تزخر به بمناظر طبيعية رائعة: كثبان رملية عملاقة، محميات طبيعية تحتوي على أنواع كثيرة من الحيوانات، منبع مياه حرارية (كبريتية) ثم الصيد وما إلى ذلك. من المؤكد إذن أن الداخلة تثبت أكثر من أي وقت مضى أنها وجهة متعددة الأوجه ومدهشة.

اليوم الأول

ابدأ يومك الأول بكأس شاي صحراوي الذي يتم إعداده وفق قواعد فن تحضير الشاي في هذه المنطقة، قبل الدخول وسط الماء. استمتع بحصة ركوب الأمواج، ركوب الأمواج الشراعية وركوب الأمواج بالطائرة الورقية، إذ تعتبر الداخلة من أشهر أماكن العالم الخاصة بركوب الأمواج، بفضل بنياتها التحتية الجيدة، الرياح التي تهب على ساحل المدينة على مدار السنة، حرارة

المياه التي تظل معتدلة (20 درجة مئوية) والهواء الدافئ (25 درجة مئوية) على طوال العام.
تحظى منطقتي لاساركا وفم لابوير بدورهما بشهرة عالمية بفضل أمواجهما التي توصف بالمثالية. تقع المنطقتان على مسافة شاسعة وتشكلان بذلك فضاء مثاليا لهواة ركوب الأمواج من مختلف الأصناف. إلى جانب الرياح المثالية، فإن مناخ المنطقة المعتدل يجذب سنويا العديد من الممارسين المحترفين لهذه الرياضة. هل كنت تعلم أن الداخلة محطة لواحدة من مراحل

بطولة العالم للكيت سورف (التزلج الشراعي وركوب الأمواج)؟
على الرغم من أن الكثبان الرملية الواقعة وسط بحيرتها لا تزال تشكل لغزا يحير العلماء، إلا أنها ما تزال مكانا رئيسيا لمحبي السباحة الحرة. بالنسبة للذين لا تستهويهم حصص التزلج الشراعي، يمكنهم الاستمتاع بتجربة ركوب الأمواج الشراعية أو الركمجة.

بعد الانتهاء من الاستمتاع بحصة رياضية، يمكنك الآن الذهاب لصيد السمك الذي ستتناوله في وجبة غذائك. تعتبر الداخلة جنة الصيادين ومحبي المحار وجراد الكركند (الهمار). يحظى صيد سمك الفرخ هنا بدوره بشعبية كبيرة لأن مياه بحر المدينة تصنف من بين أغنى المياه في العالم. تقدم لك الداخلة الظروف للاستمتاع بكافة طرق وأنواع الصيد: بواسطة الصنارة، عن طريق اصطياد أسماك كبيرة (سمك الصار، الدنيس (أو الدوراد الملكي)، الباجو، الراي، إلخ)، يمكنك القيام بذلك أيضا داخل عرض البحر بعيدًا عن الشاطئ وذلك على مثن قارب صغير أو عن طريق الغطس صحبة مدرب محترف. بعد جمع ما تمكنت من صيده من الأسماك، يمكنك حمله إلى أحد الخلجان البرية المتوفرة بكثرة في المكان، حيث يمكنك الاستمتاع بتناول سمكك مشويا إما على الفحم أو في فرن كانون الذي يتم استخدامه أيضًا للتدفئة. لا تنس أن تناول وجبتك مع قليل من عصير الحامض. قم بكل ذلك وأنت تستمتع بنزهة على شاطئ رملي أبيض وجميل … الأشياء الجميلة أحيانا هي تلك الأكثر بساطة، أليس كذلك؟

خلال فترة ما بعد الظهيرة، انطلق في رحلة إلى جزيرة التنين الغامضة. سميت بهذا الاسم لأن المنظر الذي تبدو عليه من السماء يشبه هذا الحيوان الأسطوري. للوصول إلى هناك، يمكنك العبور بواسطة قارب أو سيرا على الأقدام عندما يكون مستوى البحر منخفضا. نصيحة صغيرة: وأنت في الطريق، انتبه جيدا لمستوطنات سرطان البحر لتتجنب خطر الوقوع في واحدة منها! بمجرد الوصول إلى الجزيرة، اصعد إلى أعلى نقطة فيه للاستمتاع بمنظر مذهل جدا للخليج من الأعلى. بعد حصة سباحة قصيرة، يمكنك أن تجرب محاولة العودة إلى الداخلة عن طريق قارب الكاياك من أجل الاستمتاع برحلة بحرية فريدة من نوعها مئة بالمئة.

لا تفوت: توفر عدد من المؤسسات بالمنطقة خدمة زيارة الجزر المختلفة بواسطة القوارب. وهي فرصة للخروج في رحلة بحرية على متن قارب قطمران لمدة يوم أو نصف يوم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة هذه المرة من داخل البحر. لا تتردد في طلب أي خدمة تحتاجها خلال هذه الجولة: حينما يحين وقت الغذاء، يمكنك تذوق سمك اللانغوستين (الجمبري) طازجا ومشويا، وأنت تستمتع بمنظر الأمواج.


اليوم الثاني

لا يمكن المرور من الداخلة دون الذهاب إلى الكثبان الرملية البيضاء، هناك، تلتقي الصحراء بالمحيط الأطلسي. للوصول إلى هذا الموقع الأسطوري الذي يقع على بعد حوالي ساعة من السير على مثن السيارة من المدينة، عليك أن تعبر الصحراء الطينية بيضاء اللون وكثبانها الرملية التي لا حصر لها بواسطة سيارة رباعية الدفع. بمجرد وصولك، سيبهرك منظر الكثبان البيضاء المهيبة القريبة من البحيرة وسينتابك شعور بالعزلة والنقاء. وأنت في الأسفل، ابدأ الصعود إلى الأعلى. لن تندم على المجهود البدني الكبير الذي ستقوم به لأن الرؤية بزاوية 360 درجة من أعلى المكان تحبس الأنفاس فعلا. إليك نصيحة صغيرة: وأنت في طريق العودة، تأكد من رؤية طيور النحام الوردية وهي تتجول على السواحل الرملية وسرطان البحر الغريب ذو المخالب الضخمة.

وأنت في طريق العودة إلى المدينة، فكر في التوقف بمنابع المياه الكبريتية الساخنة أسماء. تبلغ حرارة هذه المياه الكبريتية الواقعة في وسط الصحراء حوالي 38 درجة وتنبعث من نفاثة قوية. يتعلق الأمر بمياه غنية ذات مميزات طبية وعلاجية ضد الأمراض الجلدية ومشاكل الجهاز التنفسي والروماتيزم. لمن يرغب في ذلك، يمكنه القيام بحصة تدليك بهذا الماء الساخن قبل العودة إلى الداخلة التي تقع على بعد 25 كيلومترا من هذا المكان. عندما يحين وقت الغذاء، توجه إلى المدينة لتذوق بعض الأطباق الخاصة بهذه المنطقة، مثل طاجين لحم الجمل أو وعاء العيش، وهو عبارة عن حبوب يتم خلطها مع الحليب وتقدم للتحلية بعد الطعام. يمكنك بعد ذلك الاستمتاع بنزهة من أجل هضم ما أكلته عبر التجول في سوق الداخلة للبحث عن المنتجات المحلية. هناك، ستجد الملحاف بالتأكيد، القمصان والأقمشة الخفيفة التقليدية ذات الألوان التي ترتديها نساء الصحراء، وكذلك العلك أو الصمغ العربي الذي يتم بواسطته تحلية الشاي بشكل طبيعي.

إذا كانت شبه الجزيرة مفضلة عند الكثيرين من أجل ممارسة الرياضات المائية، فإنها تعتبر أيضا وجهة مميزة لعشاق اليوغا. في الواقع، تعتبر الداخلة المكان المثالي للتأمل وإعادة ربط الاتصال مع النفس، نظرا لما تزخر به من فضاء فسيح جدا، هادئ مريح، وجمال مناظرها الرائعة. لذلك، لا يمكنك مغادرتها دون المشاركة في حصة من حصص اليوغا التي تعرض في المنطقة بكثرة من أجل الانقطاع حقا عن العالم. سواء كنت مبتدئا أو متمرسا، فإن المؤسسات الفندقية المحيطة بالمكان توفر الحصص الخاصة بكل مستوى لممارسة هذه الرياضة والسماح لنفسك بالتوجه قبالة مناظر غاية في الجمال. يمكنك إنهاء يومك بنزهة وسط مدينة الداخلة واكتشاف سوق المسيرة البلدي الذي عادة ما يكون ممتلئا عن آخره بالمنتجات الطبيعية والمحلية.

لا تفوت: بالنسبة لمحبي الغوص في البحر يمكنهم الذهاب لاكتشاف بقايا بطانة “القيصر فيلهلم” التي تم العثور عليها خلال مهمة علمية وطنية سنة 2013. تعرضت هذه السفينة الألمانية التي يقع قوسها على عمق 23 مترا تحت سطح الماء للغرق في تاريخ 26 غشت 1914 بسبب سفينة حربية بريطانية. في الأصل، كانت أول سفينة بحرية في العالم مزودة بأربع مداخن، وكان طولها 200 متر وعرضها 20 مترًا. اليوم، أصبحت مكانا يجذب عشاق الاستكشاف.

الموقع المفضل لدى هيئة التحرير

تم افتتاح منتزه الداخلة الوطني سنة 2014 ويغطي مساحة تزيد عن 18000 هكتار، كما أنه صنف المنتزه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي للإنسانية. لا تزال المنطقة في الواقع أرضا معزولة ومحمية، وتعد كذلك مكان استقرار لعدد كبير من أنواع الحيوانات. يستقر بها أساسا غزال المهر، طيور النحام وردية اللون، سرطان البحر، الدلافين، حيوانات الفقمة والعديد من أنواع الطيور المهاجرة التي تتخذ هناك محطة للتوقف كل عام. لذلك، افتح المجال على مصراعيه أمام نفسك لتستمتع بالنباتات والحيوانات التي ستلتقي بها وأنت تسير في الطريق داخل هذا الفضاء!

إذا كان لديك يوما إضافيا

إذا كان لديك وقت إضافي خلال زيارتك، اترك وراءك خليج الداخلة واسلك الطريق المؤدية إلى الجنوب في اتجاه إمليلي. اتجه بالضبط إلى منطقة سبخة التي تقع على مسافة حوالي مئة كيلومتر، وهي بمثابة صفيحة من المياه المالحة. تتكون السبخة من مجموعة أحواض مائية صغيرة تكونت جراء الجريان السطحي وتدفق المياه الجوفية. تثير هذه الأرض الرطبة فضولا حقيقيا لدى كل زائر لهذا المكان، وتعد كذلك واحة للتنوع البيولوجي في وسط الصحراء.
في الواقع، يبلغ طولها أكثر من 12 كيلومترا فيما يصل عرضها 3 كيلومترات. تحتوي على حوالي 160 حفرة في المياه المالحة تتربى فيها آلاف أسماك البلطي الغيني، وهي أسماك مصدرها من غرب إفريقيا ومعروفة كثيرا في هذه المنطقة. نصيحة صغيرة: لا تتردد في إدخال قدميك داخل أحد حمامات السباحة والاستمتاع بـ”باديكير السمك”. (fish pédicure) الطبيعي والغريب. ستتولى هذه الأسماك إزالة الجلد الميت من فوق جسمك بلطف!

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022