إفران,
عطلة نهاية الأسبوع في الطبيعة لممارسة الهوايات

هل تشعر برغبة في الاقتراب من الطبيعة والاستمتاع فيها؟ امنح لنفسك فرصة قضاء عطلة رائعة بمحاذاة جبال الأطلس المتوسط. اتجه إلى مدينة إفران المتواجدة على بعد مسافة لا تتعدى 65 كيلومترا جنوب مدينة فاس، لتستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يزخر بها هذا المكان الذي يكون دائما مذهلا، بحيث يغطيه اللون الأخضر أحيانا وبياض الثلوج في أحايين أخرى.

تغطي كميات كبيرة من الثلوج إفران ونواحيها لأطول مدة خلال موسم الشتاء، لذلك تعتبر هذه المنطقة الوجهة المناسبة للاستمتاع بمختلف الأنشطة الخاصة بموسم البرد، لما توفره من فضاء مثالي للعب والاستجمام. أما في فصل الصيف، فكثير من هواة التسلق يقصدون المنطقة لاستكشاف المسارات التي تمتد بين الغابات أو لممارسة رياضة تسلق الجبال والصخور. وتعد المدينة المفتاح المناسب لاستكشاف غابات الأرز الهائلة في منطقة الأطلس المتوسط، إفران وجهة السياحة البيئية التي تستحق من دون أدنى شك أن تستكشف!

اليوم الأول

أحسن مكان لتبدأ منه رحلتك هو الساحة القريبة من أحد أهم معالم المدينة: أسد إفران. تم نحت هذا التمثال الذي يبدو مهيبا عند مدخل المدينة على صخرة كبيرة من طرف الفنان الفرنسي هنري مورو، وتحيط به مساحة خضراء صغيرة اسمها “حديقة الأسد”. كان أسد إفران في السابق يوجد عند مدخل منطقة الغابة، ولذلك كان يطلق عليه اسم “حارس الغابة”. يمكن الجلوس في هذا المكان والاستمتاع بمنظر الحدائق الموجودة قبالة الأسد. وتعد حديقة لابريري وجزيرة الحب المكان المناسب جدا لقضاء بعض الوقت للاسترخاء والتنزه، ومنهما يمكن رؤية القصر الملكي. وهي أماكن رائعة أيضا للقيام بنزهة عائلية.

شاهد المزيد

واصل السير بعد ذلك في اتجاه وسط المدينة، عبر المرور من وسط حديقة السلام النباتية، لتصل لاحقا إلى مكان تواجد حديقة محمد الخامس. ولأجل التسوق واقتناء بعض الحاجيات، ستجد كل ما ترغب فيه في السوق البلدي الواقع في شارع مولاي عبد الله وسط المدينة، وهو المكان المناسب كذلك لتناول مختلف الوجبات. ولتسلية الأطفال وإمتاعهم قليلا، يوجد قطار سياحي صغير في مكان قريب من هذا السوق (يشتغل في فترة الصيف فقط)، بالإضافة إلى قاعة خاصة بلعبة البولينج (bowling).

لا يبتعد واد إفران عن وسط المدينة سوى ببضع دقائق قليلة، وهو عبارة عن فضاء أخضر شاسع جدا يوفر كافة الظروف لاستكشاف التنوع الطبيعي الكبير الذي تزخر به المنطقة. واصل رحلتك بعد ذلك نحو المنبع الطبيعي عين فيتال المعروف كثيرا بنقاء مياه شلالاته الرائعة. يقع المنبع في منطقة لا تفرقها عن المدينة سوى حوالي عشر دقائق من السير، وهي محطة سياحية مثالية للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة رفقة العائلة أو مع الأصدقاء. في هذا المكان، يمكنك المشي على طول الوادي الذي توجد على جنباته أشجار القيقب والصفصاف والمران. وإذا كنت ترغب في مواصلة رحلة اكتشاف هذا الموقع والمناطق المحيطة به، فيمكنك القيام بذلك إما مشيا أو بالركوب على أحد الخيول التي يمكنك استئجارها من أحد أبناء المنطقة في عين المكان. وعلى بعد دقائق من عين فيتال في اتجاه زاوية سيدي عبد السلام، توفر شلالات الملجأ جوا رائعا للتنزه في قلب الغابة. إنه المكان الذي يحظى بإعجاب الزوار وخصوصا وقت ذوبان الثلوج عند بداية فصل الربيع.

لا تفوت: إذا كنت تحب المشي فلا تتردد في السير عبر أحد مسالك المشي الكثيرة التي توجد في منطقة إفران ونواحيها. ستجد في الطريق العديد من الشلالات والبحيرات والعيون والغابات… وكلها أماكن مثالية من أجل التأمل والاستمتاع خلال ممارسة هذا النشاط الرياضي.


اليوم الثاني

يمكنك خلال هذا اليوم الثاني من رحلتك الاتجاه إلى مدينة آزرو القريبة من إفران، للانغماس أكثر وسط الطبيعة. وتعني كلمة آزرو “الصخرة” بالأمازيغية. وأنت في الطريق إلى هذه المدينة المميزة، لا تفوت الفرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي حولك، من خلال التوقف قليلا في منتصف الطريق، وبالتحديد في منطقة شرفة تيزي أوغماري التي توجد بها أكواخ صغيرة تعرض عددا من المنتجات الحرفية التقليدية للبيع.

بعد الوصول إلى آزرو، اسلك الطريق التي تؤدي إلى المرتفعات المحيطة بمسجد النور. يمكنك أن ترى جمال الحياة في الوادي القريب من خلال الوقوف بالساحة الصغيرة الخضراء بالقرب من هذا المسجد. وعلى بعد أمتار قليلة من هذا المكان، يوجد مركز آزرو للحرف التقليدية والذي سيمكنك من استكشاف والاطلاع على خبرة وروعة الحرف الفنية التي تتميز بها المنطقة. وقد خضع هذا المركز لإعادة التهيئة سنة 2011، ويضم محلات صغيرة مخصصة لبيع المنتجات المحلية (العسل والمربى والكسكس والنباتات العطرية)، وورشة لصناعة القصب وأخرى لصنع البلاغي والشرابيل، والتي تسعى للحفاظ على قيمة وأصالة المنطقة.

شاهد المزيد

وتسعى تعاونية نسائية معروفة بالمنطقة بدورها لتكريس الطابع التقليدي المميز للنسيج في آزرو المشهورة بزربية بني مكيلد، والتي تتميز بخلفيتها البيضاء وبرسومها وأشكالها الملونة، بالإضافة إلى زربية سلك عمار التي تتميز بألوان مختلفة (أبيض، أحمر، برتقالي ثم أسود)، وبنقط على شكل مربعات. ونظرًا لتواجد الموارد الغابوية بكثرة، فإن النحت على الخشب يعد من الحرف المزدهرة في منطقة إفران. ويتم استخدام خشب الأرز والليمون والجوز بشكل أساسي في إعداد وسائل تقديم الأطباق وإعداد الوجبات، إضافة إلى المنحوتات الحيوانية والأوعية والمنتجات المزخرفة. يوجد بالقرب من مسجد النور مركز التعريف بتراث الأطلس المتوسط الذي يتيح الفرصة للتعرف على هذا الإرث. بعد الانتهاء من نزهة قصيرة في المدينة، لا تتردد في الاستفسار عن أفضل مطعم لتذوق سمك ترويت الأطلس الشهير، والذي يتم إعداده من خلال شويه بطريقة خاصة فوق الفحم.

تقع بلدية آزرو ضمن المنتزه الوطني لإفران، حيث توجد بها دار الأرز. وهي مكان لا ينبغي تفويت التوقف فيه والاستمتاع بغاباته وزيارته للتعرف أكثر على النظم البيئية التي تتميز بها هذه المنطقة. واصل سيرك بعد ذلك بالاتجاه نحو المنطقة التي توجد بها شجرة أرز كورو (سيدر كورو) المشهورة. وخلال تواجدك بالقرب من هذه الشجرة، ستقترب منك أعداد كبيرة من قرود الماغو، وقرود المكاك المشاكسة…

بعد التوقف في الغابة، حان الوقت كي تستكشف المناطق والفضاءات الرطبة في هذه المنطقة. يمكنك الذهاب إلى الجنوب ناحية خنيفرة حيث توجد بحيرة أفنورير أو منابع أم ربيع أو أكلمام أزكزا وصولا إلى ضاية عوا وضاية إفراح ثم ضاية حشلاف مرورا عبر إفران. وإذا كنت تحب الطيور، فسيمنحك مسار الرحلة عبر هذه البحيرات فرصة رؤية العديد من أصناف الطيور والاستمتاع بها. سواء كنت رفقة العائلة أو مع الأصدقاء، فيمكنك أن تعيش تجربة ركوب القوارب الدواسة أو الاستمتاع برحلة للصيد. أما إذا كنت رياضيا، فهناك عدد كبير من المسارات التي يسلكها ركاب الدراجات الهوائية الجبلية VTT، والتي ستأخذك في جولات بين حقول الأرز المنتشرة في المنطقة بكثرة.

لا تفوت: للاستفادة من تجربة أصيلة فريدة من نوعها، توجه إلى الضيعات الفلاحية التي توجد في منطقة عين أغبال حيث ستتاح لك الفرصة لصيد أسماك الترويت، وجلب ما قمت بصيده معك إلى بيتك.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير: دار الأرز

يعتبر دار الأرز مركزا هاما يستحق الزيارة في هذه المنطقة، ويقع في مدينة أزرو بقلب المنتزه الوطني لإفران. بني هذا المتحف البيئي على مساحة تقدر بـ1200 متر مربع، ويعرض كل ما تحتاج معرفته حول الأرز وأنظمته البيئية من خلال معرض دائم للسينوغرافيا الحديثة. وهو مركز حقيقي يدعو الزوار لاكتشاف مختلف فضاءاته والاستمتاع بها (الفضاءات الإيكولوجية والاقتصادية والأنشطة الغابوية). وقد تم تصنيف المتحف من قبل منظمة اليونسكو كمحمية للمحيط الحيوي للأطلس سنة 2016، ويهدف كذلك إلى تحسيس وتوعية عموم الناس حول أهمية الحفاظ على هذا التراث الوطني وحمايته. ومن أجل إثارة انتباه الصغار وتوعيتهم في سن مبكرة حول ذلك، تقوم دار الأرز بإقامة أنشطة ترفيهية وتعليمية لفائدة الأطفال، وذلك في إطار الزيارات والرحلات المدرسية.

إذا كان لديك يوما إضافيا…

إذا كان لديك وقت للبقاء ليوم إضافي في إفران، فيمكنك زيارة قرية عين اللوح الصغيرة، والمشهورة بإنتاج فاكهة حب الملوك. وإذا تزامنت زيارتك للمنطقة مع موسم الصيف، فستتاح لك الفرصة لتذوق هذه الفاكهة الطازجة، وربما المشاركة في الاحتفالات التي تشهدها المنطقة في إطار مهرجان حب الملوك. ويمكن على مدار العام الاستمتاع بتذوق المربى المصنوع بشكل يدوي والذي تعده التعاونيات النسوية العديدة بالمنطقة. أما في فصل الربيع، فتضفي أزهار أشجار حب الملوك جمالا خاصا للبيئة الطبيعية لهذه المدينة، والتي تعد مركز الانطلاق في مسارات المشي التي تمتد وسط الغابات وبين البحيرات والأنهار وعيون المياه.

شاهد المزيد

وتشهد المدينة حيوية ونشاطا بفضل العمل الذي تقوم به النساء اللواتي يشتغلن في عدد من الحرف التقليدية المتميزة، مثل إعداد الزرابي وأغطية الحنبل التي تتم صناعتها وفق النمط الأمازيغي العريق. يتعلق الأمر بمهارة وخبرة تتوارثها الأجيال. يمكن برمجة رحلة في شهر يوليوز لاكتشاف جزء هام من التراث الشعبي لهذه المنطقة. ويعتبر المهرجان الوطني لفن أحيدوس مناسبة تهدف للتعريف بهذا الفن وضمان استمراريته. أحيدوس هو فن أمازيغي يجمع بين الرقص بشكل جماعي مع أداء أغاني وأشعار في نفس الوقت، كما يجمع الفرق والمجموعات الفولكلورية التي تنتمي إلى مختلف أقاليم هذه المنطقة.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022