أكادير،
الاسترخاء والترفيه خلال عطلة نهاية الأسبوع بين البر والبحر

هل تبحث عن وجهة للاسترخاء بجانب الماء؟ كثيرة هي الأنشطة التي يمكن ممارستها في أكادير: شواطئ واسعة رمالها ناعمة ، مارينا و كورنيش مجهزة بشكل جيد، متاحف وملاعب للغولف والرياضات المائية وحياة ليلية غنية بالحيوية. يقال بأن مناخ المنطقة معتدل لدرجة يمكنك من السباحة هناك على مدار العام، بفضل كونها مدينة تتميز بـ300 يوم مشمس في السنة.هذه أسطورة لا يمكن أن يتخلى عنها محبو ركوب الأمواج الذين يستمتعون بجودة أمواجها. ستجعلك المنطقة أيضا تكتشف مناظر طبيعية لن تُنسى: الشلالات والمحميات الطبيعية وجبال الأطلس الكبير، وما إلى ذلك.

تتميز المدينة بوجود خدمات نقل جيدة للإلتحاق بها، خاصة التي توفرها شركات الطيران، كما يمكن الوصول إليها بسهولة من مناطق أخرى من المملكة بفضل شبكة الطرق السريعة الذي تربطها بكل من مراكش والدار البيضاء والرباط وفاس وطنجة، بالإضافة إلى خط السكة الحديدية فائق السرعة الذي سيرى النور بها قريبا.

اليوم الأول

ابدأ يومك الأول برحلة تاريخية عبر زيارة لحي تالبرجت. يوجد به متحف الذاكرة لأكادير، والذي يعتبر نقطة انطلاق مثالية للسفر في ماضي المدينة. يعرض المتحف مجموعة من الصور الأرشيفية التي تسمح بمتابعة تطور المدينة عبر الزمن وكذا التعديلات الحضرية التي شهدتها خلال القرن العشرين. كما ستجدون بعين المكان المرشد السياحي الرسمي الذي يكون على أتم الاستعداد للإجابة على كل أسئلتكم.
بعد هذه الزيارة لا تتردد في التنزه في الحديقة العامة المجاورة التي يطلق عليها إسم حديقة أولهاو. تم إنشاء هذه الفضاء الأخضر للاحتفال بتوأمة المدينة البرتغالية التي تحمل نفس الإسم (أولهاو) مع أكادير. ستكتشف هناك بنايات بهندسة برتغالية وحديقة كبيرة خضعت للتأهيل بشكل جيد.

عند مغادرة الحديقة تابع سيرك على طول شارع القوات المسلحة الملكية باتجاه البحر واعبر ساحة مسجد لبنان الرائع الذي افتتحه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1969م. انعطف ناحية اليسار نحو شارع الأمير مولاي عبد الله، ثم توجه بعد ذلك مباشرة نحو يمينك في اتجاه ساحة سينما ريالطو القديمة. في هذه الساحة يمكنك التنزه في السوق المركزي وبين أجنحته التجارية العديدة. لا تتردد في التجول داخل ممراته والاستمتاع برؤية المباني القليلة ذات الطراز الآسيوي ثم متع نفسك باستراحة غداء في أحد المطاعم التي تحيط بالسوق. بعد تناول وجبتك اذهب إلى شارع الحسن الثاني وقم بالسير على طوله حتى تصل إلى المتحف البلدي للتراث الأمازيغي. في هذا المتحف سوف تكتشف جزءا آخر من تاريخ المنطقة. تظهر الطوابق الثلاثة لهذه المؤسسة التي تم افتتاحها في سنة 2000م مدى عظمة وبراعة الثقافة الأمازيغية بالمنطقة، من خلال مجموعة كبيرة من المخطوطات والمجوهرات والآلات والزرابي وقطع الفخار التي يتم عرضها. وبدوره يستحق “عقد ماسة” الأسطوري، الذي يوجد في جناح خاص بكنوز المتحف، الالتفاف لزيارته، إنه عبارة عن عقد مرصع باللؤلؤ وبمعلقات دائرية محفورة.

بمجرد انتهائك من هذه الزيارة اترك هدوء أجنحة المتحف وقاعاته ثم توجه لإعادة اكتشاف الأجواء الحيوية للمدينة الساحلية. فإذا كنت ترغب في التسوق واكتشاف الحرف اليدوية المحلية توجه إلى سوق الأحد أو مجمع الصناعة التقليدية.  بعد ذلك قم بأخد سيارة أجرة نحو الطرف الآخر من المدينة إلى موقع مدينة”كوكو بوليزي” Coco Polizzi (وقد سميت على اسم الفنان الإيطالي المولود بالمغرب والذي قام ببناء هذا الموقع). تم بناء مدينة بوليزي سنة 1992م، التي تبدو اليوم وكأنها المدينة الجديدة لأكادير، وذلك احتفاء بتقنيات البناء والحرف اليدوية الأمازيغية. سوف تكتشف مساحة شاسعة تبلغ 5 هكتارات خاصة بالحرف اليدوية، تتكون من ورشات للعمل ومتحف ومساكن وحديقة فريدة من نوعها كما توجد بها مؤسسة فندقية. المباني الحجرية الحمراء والمسرح الواسع في الهواء الطلق الذي يتسع لـ 500 مقعدا والممرات المترابطة وكذا أعمدتها تعتبر من دون شك ثمرة عمل لفنان موهوب وهي تشكل تكريمًا قويًا يليق بمدينة أكادير وبمهارات المنطقة الضاربة في عمق التاريخ.

لا تفوت : عند حلول الليل، اذهب إلى أكادير أوفلا، القصبة التاريخية للمدينة، واستمتع بالمنظر البانورامي الذي يمتد إلى ما وراء الصور إلى الخليج والميناء، حيث تمتد أمام عينيك أضواء المدينة الجديدة من أنقاض القصبة القديمة.



اليوم الثاني

لا يمكن قضاء عطلة في أكادير دون الاستمتاع بساحلها الأزرق الجميل وبحرارتها المثالية مع ممارسة الأنشطة الترفيهية على شواطئها. ابدأ يومك الثاني برحلة قصيرة خارج المدينة من أجل حصة صباحية في ركوب الأمواج في منطقة تغازوت. هذه الأخيرة هي قرية للصيد تقع على بعد عشرين كيلومترا فقط من المدينة. تعتبر تغازوت أحد أكثر الأماكن التي يرغب الكثيرون زيارتها في العالم (حسبموقع “Killer Point” يعتبر بين أفضل 30 في العالم)، وذلك بفضل أمواجها عالية الجودة التي تبهج الرياضيين المتمرسين كما الهواة. أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يحبون كثيرا ركوب الأمواج فيمكنهم التوجه لتلقي دروس في اليوغا أو التجديف أو ركوب قوارب الكاياك. يمكنك بعد هذا الاستيقاظ المنعش أخذ قسط من الراحة في إحدى الغرف الصغيرة التي توجد بجانب البحر قبل أخذ طريق العودة. هل أتعبتك الرياضة ؟ اذهب وتناول السردين المشوي أو طاجين السمك الذي يتم تحضيره فوق شوايات الميناء. ميناء أكادير يعد من أهم موانئ الصيد في المغرب وأكبر ميناء لصيد السردين في العالم. توجد الأطباق البحرية بكثرة في المكان وهي جد لذيذة.

في فترة ما بعد الظهر اسمح لنفسك بقليل من الاسترخاء ، بعد الغداء قم بالمشي على الشاطئ حتى تجد المكان المثالي للجلوس. وإذا كنت تفضل الشاطئ الخاص ، فإن بعض المؤسسات المطلة على الشاطئ تقدم أكلات يومية وإمكانية الاسترخاء بالقرب من المسبح. بعد بضع ساعات من السباحة والقراءة وركوب الخيل (لمن يرغب في ذلك) تنزه على طول الكورنيش في الوقت الذي يكون المكان ممتلئا عن آخره بالزوار. ويبقى غروب الشمس على أكادير أوفلا والشعار الشهير المكتوب عليها “الله ، الوطن ، الملك” عالقا ومنقوشا في الأذهان. أما إذا كنت تريد الاستكشاف، فينصح  أيضًا بالذهاب إلى أبعد من ذلك لاكتشاف المسابح الطبيعية في منطقة وادي الجنة وكذلك الشلالات ومغارات إيموزار إدا وتنان، وفي هذه الحالة عليك أن تخطط لبرنامج يوم كامل.

بمجرد حلول الليل، تابع اكتشافك للمدينة الساحلية من خلال الذهاب لتناول العشاء في المارينا. يقع  مارينا أكادير عند نقطة نهاية الشاطئ في اتجاه ميناء الصيد، وهو المكان المثالي للتسوق أو الاسترخاء بعد يوم طويل وأنت تحتسي مشروبك المفضل. حتما ستجد سعادتك بين المؤسسات السياحية المختلفة التي تصطف على الميناء. كما يمكنك أيضا أن تكمل أمسيتك في جو موسيقي هذا إن لم تكن تفضل متابعة ليلتك في أحد الملاهي الليلية العديدة الموجودة على طول شارع محمد الخامس أو شارع 20 غشت.

 لا تفوت : إذا كنت مع عائلتك فلا تتردد في ركوب العجلة الدوارة الكبيرة بكورنيش أكادير للاستمتاع بالمنظر الخلاب للمدينة.

المكان المفضل لدى هيئة التحرير

سوق الأحد هو أشهر الأسواق وأكثرها ازدحامًا في المملكة ويعتبر أحد أكبر الأسواق في إفريقيا. سمي بهذا الاسم لأنه كان ينظم بشكل أسبوعي في يوم الأحد، أما الآن فتظل أبوابه مفتوحة في وجه العموم طيلة أيام الأسبوع، ما عدا يوم الاثنين. فيه يمكن أن تجد كل شيء على الإطلاق، بدءا بالحرف اليدوية (السيراميك والفخار والحديد المطاوع والمجوهرات والسلع الجلدية) وصولا إلى المنتجات المحلية، بما في ذلك الملابس التقليدية ومواد التجميل والتوابل (الأرغان والعسل وما إلى ذلك)، بالإضافة إلى ورشات خاصة بالنجارة ومختلف أنواع الفواكه والخضروات. تم بناؤه في أوائل الستينيات ويمكن التعرف عليه من خلال الأسوار الترابية العالية التي تحيط به من كل الجوانب. هذا السوق عبارة عن مدينة حقيقية داخل مدينة أكادير، حيث يمتد على مساحة تزيد عن 13 هكتار وسط أكادير، و يوجد به حوالي 3000 محل للتجارة، ويشتغل داخله ما يقرب من 10 آلاف عامل يومي. اذهب هناك وأنت تضع في ذهنك فكرة دقيقة عما تريد أن تقوم به مع تحديد الوقت الذي تريد أن تقضيه فيه لأن السوق كبير جدًا حيث تستطيع قضاء يوم كامل بداخله من دون أن تشعر بأن الوقت يمر. غير أنه يبقى مكانا هاما لا ينبغي تفويت زيارته مهما كانت الظروف.

إذا كان لديك يوماً إضافياً…

هل تحب الشواطئ المنعزلة ؟ تلك التي نكتشفها عند سفح المنحدرات العالية؟ تلك التي لا يمكنك الوصول إليها بالسيارة ولكن من خلال السير في طريق صغير شديد الانحدار؟ اذهب إذا إلى قرية إمسوان التي تبعد بحوالي ساعة واحدة مشيا من أكادير. تتميز هذه القرية بخليجها الواسع الذي يتكون من الرمال الناعمة تحدها المنحدرات وهي توفر بانوراما رائعة للمحيط الأزرق. تعتبر إمسوان المكان المثالي للسباحين وأيضا لمحبي الحمامات الشمسية، وهي وقبل كل شيء المكان المفضل لمحبي ركوب الأمواج الذين يمكنهم الاستمتاع بنوعين من الأمواج: الموجة الجوفاء التي يمكن أن يصل طولها في فصل الشتاء إلى ستة أمتار، والموجة المسطحة التي يمكن أن تمتد لمسافة تصل 800 مترا. مما يجعل منها أمواج مثالية للمبتدئين في ركوب الأمواج. ولا يزال شاطئ إمسوان مكانًا بريًا حقيقيا محميا نسبيا من السياحة العامة، إذ تبقى زيارته أمر لا بد منه إذا كنت في المنطقة.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022