العيون،
شواطئ وثقافة في وسط الصحراء

هل تحلم بالذهاب في مغامرة لاكتشاف الوجه الآخر للصحراء بين البحر والرمال؟ اسلك الطريق المؤدية للجنوب الكبير للمغرب بالاتجاه نحو العيون. تعدك عاصمة الصحراء المغربية التي يحدها المحيط والكثبان الرملية، بتجارب فريدة من نوعها لا تنسى أبدا. يمكنك في نواحي المدينة القيام بعدد من الأنشطة، من استكشاف الصحراء على ظهر الجمال أو فوق دراجة الكواد رباعية العجلات إلى الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس على الكثبان الرملية واكتشاف الحيوانات والنباتات في منتزه “خنيفيس” الوطني وبحيرته المحمية. كما يمكنك الاستمتاع كثيرا في مدينة العيون بفضل محيطها البحري الذي يزخر بشواطئ طويلة يمكن ممارسة أنشطة الصيد فيها، إضافة إلى استكشاف المؤهلات الطبيعية للمنطقة مثل الباخرة الجانحة على ساحل الشاطئ أو “مغارة الشيطان” الشهيرة.

إذا كنت مهتما بالثقافة الحسانية، فالعيون تعتبر المكان المتميز للاطلاع على التقاليد الصحراوية والتعرف عليها. تستقبل المدينة عددا هاما من الزوّار من جميع أنحاء المملكة بمناسبة مهرجان فنون الشارع الذي ينظم في شهر نونبر من كل سنة. وهو مناسبة مثالية للاستمتاع بعطلة لا تُنسى في المدينة، من خلال حضور العروض الفلكلورية والأحداث الفنية التي تشهدها المدينة طيلة مدة هذا الحدث.

تعتبر العيون مدينة صحراوية أصيلة بامتياز، شهدت تحولا هائلا جدا منذ سنة 1976. أصبحت هذه المدينة التي تأسست على الضفة اليسرى لوادي الساقية الحمراء، مع مرور الوقت، وجهة جذابة على مفترق طرق الثقافات والمناظر الطبيعية الخلابة، بين البحر والصحراء.

جوهرة العيون

شلالات خاوي النعام

اكتشف الوادي الذي تتدفق منه المياه المالحة والغنية بالحديد! للوصول إلى هذا المكان، يلزمك أن تسافر 125 كيلومترا عبر مسار رملي على متن سيارة رباعية الدفع قبل الوصول إلى شلالات خاوي النعام الواقعة شمال شرق العيون. لكن المسار يستحق فعلا التعب والزيارة! يتشكل الوادي المنحوت على الصخور من سلسلة من المسطحات المائية التي تتغير ألوانها من الأخضر إلى البرتقالي، وذلك على حسب الضوء. إنه مشهد طبيعي خلاب ورائع في قلب الصحراء.

خصوصيات الطبخ المحلي

تعتبر أكلة تيشطار من الأطباق المفضلة لدى سكان منطقة العيون، وهي أكلة تتكون من لحم الجمل الذي يتم تجفيفه في الشمس قبل طهيه لفترة طويلة على نار هادئة. أما الدهون التي تستخرج من شحم عنق الإبل (لوديك)، فيتم استخدامها مكان زيت المائدة لطهي الطعام وتحسين مذاقه. يتواجد على موائد الطعام في العيون كسكس تقليدي يطلق عليه إسم “الخماسي”، لكون إعداده يتطلب 5 أنواع من الحبوب. ويقدم حلو المذاق كذلك، إذ يرفق مع العسل والتمر. إذا كنت ترغب في جلب كمية من هذا الخليط من الحبوب معك، فهناك تعاونيات نسائية محلية تقوم بتسويقه وبيعه للعموم.

شاهد المزيد

لكن أشهر طبق تعرف به العيون هو “زينبة” من دون شك، وهي أكلة تصنع من لحم الماعز، تطبخ في جمر مدفون في الرمال. يتعلق الأمر بطبق لذيذ يجب أن تجربه حينما تكون في زيارة إلى المنطقة! وهناك أيضا الطاجين الصحراوي المحضر بلحم “الفالكا” (الجمل) أو لحم “أفشاي” (الغنم) مع الخضر. أخيرا، في ما يتعلق بالمشروبات، فيعتبر حليب الإبل المخمر المشروب الذي يتم استهلاكه على نطاق واسع بالمنطقة، حيث عادة ما يتم تقديمه مصحوبا بالتمر.

النشاط المفضل

يقع منتزه “تل الطيور” في قلب مدينة العيون. تعد الحديقة موطنا تستقر به أنواع مختلفة من الطيور التي تنمو وتكبر داخل أقفاص كبيرة محاطة بحدائق الزهور. يمكنك الاستمتاع في هذا المكان الجميل بمجموعة متنوعة من الطيور الغريبة التي جلبت من وسط أفريقيا، مصر وأمريكا اللاتينية، ولعل أبرزها طيور الببغاء ذات الألوان المتعددة.

لصورة جذابة

الباخرة الآيسلندية القديمة الجانحة

للحصول على لقطة رائعة ومبتكرة، عليك بالتقاط صور للباخرة الآيسلندية القديمة الجانحة في شاطئ العيون، وذلك بعدما تقطعت بها السبل هناك. لا يزال حطام هذه الباخرة المثير للإعجاب، والذي يغطيه الصدأ جزئياً، يظهر من بعيد في المكان ويبدو جليا بزرقة لونه المميز. يضفي هيكل هذه السفينة المهجورة على المكان جوا خاصا.

حقوق النشر © المكتب الوطني المغربي للسياحة، 2022